فصل: باب ما جاء في فضل الأنصار

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: مجمع الزوائد ومنبع الفوائد **


 باب ما جاء في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصهاره

16377- عن أنس قال‏:‏ كان بين خالد بن الوليد وبين عبد الرحمن بن عوف كلام، فقال خالد لعبد الرحمن‏:‏ تستطيلون علينا بأيام سبقتمونا بها‏؟‏ فبلغنا أن ذلك ذكر للنبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏

‏"‏دعوا لي أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أنفقتم مثل أحد - أو مثل الجبال - ذهباً ما بلغتم أعمالهم‏"‏‏.‏

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح‏.‏

16378- وعن أبي هريرة قال‏:‏ كان بين خالد بن الوليد وعبد الرحمن بن عوف بعض ما يكون بين الناس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏دعوا لي أصحابي فإن أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهباً لم يبلغ مد أحدهم ولا نصيفه‏"‏‏.‏

رواه البزار ورجاله رجل الصحيح غير عاصم بن أبي النجود وقد وثق‏.‏

16379- وعن عبد الله بن سلام قال‏:‏ قلنا‏:‏ يا رسول الله نحن خير أم من بعدنا‏؟‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏لو أن لأحدهم مثل أحد ذهباً ينفقه في سبيل الله ما بلغ مد أحدكم ولا نصيفه‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير والأوسط بمعناه إلا أنه قال‏:‏ قلت‏:‏ يا رسول الله نحن خير أم الذين يجيئون من بعدنا‏؟‏

وفي إسنادهما الواقدي وهو ضعيف‏.‏

16380- وعن يوسف بن عبد الله بن سلام أنه قال‏:‏ سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

أنحن خير أم من بعدنا‏؟‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏لو أنفق أحدهم أُحُداً ذهباً ما بلغ مد أحدكم ولا نصيفه‏"‏‏.‏

رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن، وبقية رجاله رجال الصحيح‏.‏

16381- وعن يزيد بن عمرة قال‏:‏ حدثني معاذ بن جبل في وصيته وأن رجالاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قالوا يوماً‏:‏ إن أبناءنا خير منا، ولدوا في الإسلام ولم يشركوا وقد أشركنا، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ ‏"‏نحن خير من أبناءنا، وبنونا خير من أبنائهم، وأبناء بنينا خير من أبناء أبنائهم‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في حديث طويل وفيه معاوية بن عمران الجرمي ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات‏.‏

16382- وعن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لأصحابه‏:‏

‏"‏أنتم خير من أبنائكم، وأبناؤكم خير من أبنائهم‏"‏‏.‏

رواه البزار وفيه الحسن بن أبي جعفر وهو متروك‏.‏

16383- وعن جابر بن عبد الله قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏إن الله اختار أصحابي على العالمين سوى النبيين والمرسلين، واختار لي من أصحابي أربعة‏"‏ - يعني أبا بكر وعمر وعثمان وعلياً رحمهم الله - ‏"‏فجعلهم أصحابي‏"‏‏.‏ وقال‏:‏ ‏"‏في أصحابي‏:‏ كلهم خير، واختار أمتي على الأمم، واختار من أمتي أربعة قرون‏:‏ القرن الأول والثاني والثالث والرابع‏"‏‏.‏

رواه البزار ورجاله ثقات وفي بعضهم خلاف‏.‏

16384- وعن عياض الأنصاري - وكانت له صحبة - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏احفظوني في أصحابي وأصهاري، فمن حفظني فيهم حفظه الله في الدنيا والآخرة، ومن لم يحفظني فيهم تخلى الله عنه، ومن تخلى الله عنه أوشك أن يأخذه‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه ضعفاء جداً وقد وثقوا‏.‏

16385- وعن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏احفظوني في أصحابي، فمن حفظني فيهم حفظه الله في الدنيا والآخرة، ومن لم يحفظني فيهم تخلى الله عنه، ومن تخلى الله عنه أوشك أن يأخذه‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه ضعفاء جداً وقد وثقوا‏.‏

16386- وعن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏من حفظني في أصحابي ورد علي حوضي، ومن لم يحفظني في أصحابي لم يرني إلا من بعيد‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط، وفيه حبيب كاتب مالك وهو كذاب‏.‏

16387- وعن عبد الله بن عمرو قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏إني سألت ربي أن لا أتزوج إلى أحد، ولا يتزوج إلي أحد إلا كان معي في الجنة، فأعطاني ذلك‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه يزيد بن الكميت وهو ضعيف‏.‏

16388- وعن عبد الله بن أبي أوفى قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏سألت ربي أن لا أتزوج إلى أحد ولا أزوج إليه إلا كان معي في الجنة، فأعطاني ذلك‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه عمار بن سيف وقد ضعفه جماعة ووثقه ابن معين، وبقية رجاله ثقات‏.‏

16389- وعن عبد الله بن الزبير قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏كل نسب وصهر منقطع يوم القيامة إلا نسبي وصهري‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه إبراهيم بن يزيد الخوزي وهو متروك‏.‏

16390- وعن عبد الرحمن بن عوف قال‏:‏ لما حضرت النبي صلى الله عليه وسلم الوفاة قالوا‏:‏ يا رسول الله أوصنا قال‏:‏ ‏"‏أوصيكم بالسابقين الأولين من المهاجرين وبأبنائهم من بعدهم إلا تفعلوه لا يقبل منكم صرف ولا عدل‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط والبزار إلا أنه قال‏:‏ ‏"‏أوصيكم بالسابقين الأولين وبأبنائهم من بعدهم وبأبنائهم من بعدهم‏"‏‏.‏

ورجاله ثقات‏.‏

16391- وعن عويم بن ساعدة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏إن الله اختارني واختار لي أصحاباً فجعل لي منهم وزراء وأنصاراً وأصهاراً، فمن سبهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل منه صرف ولا عدل‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه‏.‏

16392- وعن عبد الله بن السعدي قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏خيار أمتي أولها وآخرها بقبيح ليسوا مني ولست منهم‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه يزيد بن ربيعة وهو متروك‏.‏

16393- وعن أبي سعيد الخدري قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏الناس حيز، وأنا وأصحابي حيز‏"‏‏.‏

فقال زيد بن ثابت ورافع بن خديج‏:‏ صدق، وهو عند مروان‏.‏

رواه الطبراني وأحمد في حديث طويل تقدم في الهجرة في أول كتاب الجهاد ورجالهما رجال الصحيح‏.‏

16394- وعن ابن عباس قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏النجوم أمان لأهل السماء وأصحابي أمان لأمتي‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وإسناده جيد إلا أن علي بن طلحة لم يسمع من ابن عباس‏.‏

16395- وعن أنس بن مالك قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏مثل أصحابي كالملح في الطعام، لا يصلح الطعام إلا بالملح‏"‏‏.‏

رواه أبو يعلى والبزار بنحوه، وفيه إسماعيل بن مسلم وهو ضعيف‏.‏

16396- وعن سمرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول لنا‏:‏

‏"‏إنكم توشكون أن تكونوا في الناس كالملح في الطعام ولا يصلح الطعام إلا بالملح‏"‏‏.‏

رواه البزار والطبراني وإسناد الطبراني حسن‏.‏

16397- وعن سمرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول لنا‏:‏

‏"‏إن أحدكم يوشك أن يحب أن ينظر إلي نظرة واحدة أحب إليه مما له من مال‏"‏‏.‏

رواه البزار بسند ضعيف‏.‏

16398- وعن أبي عبد الرحمن الجهني قال‏:‏ بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ طلع راكبان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏كنديان مذحجيان‏"‏‏.‏ حتى أتياه، فإذا رجلان من مذحج، قال‏:‏ فدنا أحدهما إليه ليبايعه، فلما أخذ بيده قال‏:‏ يا رسول الله، أرأيت من رآك وآمن بك واتبعك وصدقك ماذا له‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏طوبى له‏"‏‏.‏ قال‏:‏ فمسح على يده وانصرف‏.‏ ثم أتاه الآخر حتى أخذ بيده ليبايعه فقال‏:‏ يا رسول الله أرأيت من آمن بك واتبعك وصدقك ماذا له‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏طوبى له ثم طوبى له‏"‏‏.‏

رواه البزار والطبراني وإسناده حسن‏.‏ قلت‏:‏ وله طريق عند أحمد تأتي فيمن آمن به ولم يره‏.‏

 باب

16399- وعن علي - يعني ابن أبي طالب - قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏لا تقوم الساعة حتى يلتمس رجل من أصحابي كما تلتمس - أو تبتغى - الضالة فلا توجد‏"‏‏.‏

رواه أحمد والبزار وفيه الحارث الأعور وهو ضعيف وقد وثق على ضعفه‏.‏

16400- وعن جابر قال‏:‏ إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏ليأتين على الناس زمان يخرج الجيش من جيوشهم فيقال‏:‏ هل فيكم من صحب محمداً صلى الله عليه وسلم‏؟‏ فيستنصرون به فينصروا، ثم يقال‏:‏ هل فيكم من صحب محمداً صلى الله عليه وسلم‏؟‏ فيقال‏:‏ لا، فمن صحب أصحابه‏؟‏ فيقال‏:‏ من رأى من صحب أصحابه، فلو سمعوا به من وراء البحيرة لأتوه‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه ضعفاء جداً وقد وثقوا‏.‏

16401- وفي رواية‏:‏ ‏"‏ثم يبقى قوم يقرءون القرآن لا يدرون ما هو‏"‏‏.‏

رواه أبو يعلى من طريقين ورجالهما رجال الصحيح‏.‏

 باب ما جاء في القرن الأول ومن تبعهم

16402- عن عبد الله بن مولة قال‏:‏ بينا أنا أسير بالأهواز إذ أنا برجل يسير بين يدي على بغل أو بغلة وهو يقول‏:‏ اللهم قد ذهب قرني من هذه الأمة فألحقني بهم، فقلت‏:‏ وأنا أدخل في دعوتك‏؟‏ قال‏:‏ وصاحبي هذا إن أراد ذلك، ثم قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏خير أمتي قرني منهم ثم الذين يلونهم‏"‏‏.‏ فلا أدري ذكر الثالث أم لا‏؟‏ ‏"‏ثم يخلف قوم يظهر فيهم السمن، يهريقون الشهادة ولا يُسألونها‏"‏‏.‏ وإذا هو بريدة الأسلمي‏.‏

16403- وفي رواية‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏خير هذه الأمة القرن الذي بعثت أنا فيهم، ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم، ثم يكون قوم تسبق شهادتهم أيمانهم، وأيمانهم شهادتهم‏"‏‏.‏

16404- وفي رواية‏:‏ ‏"‏القرن الذي بعثت فيهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم‏"‏‏.‏

رواها كلها أحمد وأبو يعلى باختصار ورجالها رجال الصحيح‏.‏

16405- وعن النعمان بن بشير قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم، ثم يأتي قوم تسبق أيمانهم شهادتهم وشهادتهم أيمانهم‏"‏‏.‏

رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير والأوسط، وفي طرقهم عاصم بن بهدلة وهو حسن الحديث، وبقية رجال أحمد رجال الصحيح‏.‏

16406- وعن عمر بن الخطاب قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏خير الناس قرني الذين أنا منهم، ثم الذين يلونهم، ثم ينشأ أقوام يفشوا فيهم السمن يشهدون ولا يستشهدون، ولهم لغط في أسواقهم‏"‏‏.‏

رواه البزار واللفظ له‏.‏

16407- وله عند الطبراني في الأوسط‏:‏

‏"‏خير قرن القرن الذي أنا فيه، ثم الثاني ثم الثالث ثم الرابع لا يعبأ الله بهم شيئاً‏"‏‏.‏

قلت‏:‏ عند ابن ماجة طرف منه ورجال البزار ثقات‏.‏

وفي رجال الطبراني إسحاق بن إبراهيم صاحب الباب ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات‏.‏

16408- وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم‏"‏‏.‏

رواه البزار وفيه يوسف بن عطية وهو متروك‏.‏

16409- وعن سعيد بن تميم قال‏:‏ قلت‏:‏ يا رسول الله أي أمتك خير‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏أنا وأقراني‏"‏‏.‏ قلت‏:‏ ثم ماذا يا رسول الله‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏ثم القرن الثاني‏"‏‏.‏ قلت‏:‏ ثم ماذا يا رسول الله‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏ثم القرن الثالث‏"‏‏.‏ قلت‏:‏ ثم ماذا يا رسول الله‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏ثم يكون قوم يحلفون ولا يستحلفون، ويشهدون ولا يستشهدون، ويؤتمنون ولا يؤدون‏"‏‏.‏

رواه الطبراني ورجاله ثقات‏.‏

16410- وعن سمرة بن جندب قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏خير أمتي القرن الذي بعثت فيهم، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الصغير وفيه عبد الله بن محمد بن عيشون ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات‏.‏

16411- وعن أبي هريرة قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم الرابع أرذل إلى يوم القيامة‏"‏‏.‏

قلت‏:‏ هو في الصحيح غير قوله‏:‏ ‏"‏ثم الرابع أرذل إلى يوم القيامة‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه داود بن يزيد الأودي وهو ضعيف‏.‏

16412- وعن أبي برزة الأسلمي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم‏"‏‏.‏

رواه البزار وإسناده حسن‏.‏ رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه‏.‏

16413- وعن جعدة بن هبيرة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم الآخرون أرذل‏"‏‏.‏

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح إلا أن إدريس بن يزيد الأودي لم يسمع من جعدة والله أعلم‏.‏

16414- وعن بنت أبي لهب قالت‏:‏ مر بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستسقى، فقمت إلى كوز فسقيته، فسأله رجل عليه ثوبان أخضران، فقال‏:‏ ‏"‏تعبد الله لا تشرك به شيئاً، وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة‏"‏‏.‏ ثم قال‏:‏ ‏"‏خير القرون أمتي ثم الذين يلونهم‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه من لم يسم‏.‏

16415- وعن بنت أبي جهل أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏خير الناس قرني‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وسماها جميلة، ورجاله ثقات إلا أن زوج بنت أبي جهل لم أعرفه‏.‏

16416- وعن يزيد بن خمير قال‏:‏ سألت عبد الله بن بسر‏:‏ أين حالنا ممن قبلنا‏؟‏ فقال‏:‏ سبحان الله‏!‏ لو نشروا من القبور ما عرفوكم إلا أن يجدوكم قياماً تصلون‏.‏

  باب فيمن رأى النبي صلى الله عليه وسلم رآهم

16417- عن عبد الله بن بسر قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏طوبى لمن رآني وطوبى لمن رأى من رآني، طوبى لهم وحسن مآب‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه بقية وقد صرح بالسماع فزالت الدلسة، وبقية رجاله ثقات‏.‏

16418- وعن وائل بن حجر قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏طوبى لمن رآني ومن رأى من رآني‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم‏.‏

16419- وعن واثلة بن الأسقع قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏لا تزالون بخير ما دام فيكم من رآني وصاحبني‏"‏‏.‏

رواه الطبراني من طرق، ورجال أحدها رجال الصحيح‏.‏

16420- وعن سهل بن سعد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏اللهم اغفر للصحابة ولمن رأى ولمن رأى‏"‏‏.‏

قال‏:‏ قلت‏:‏ وما قوله‏:‏ ولمن رأى‏؟‏ قال‏:‏ من رأى من رآهم‏.‏

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير عبد الجبار بن أبي حازم إن كان هو أبو يحيى المدني هو فليح بن سليمان قال ابن حبان‏:‏ قال أظنه فليح بن سليمان، ذكر ذلك في ترجمة عبد الجبار بن أبي حازم قال‏:‏ وقد ذكر عبد الجبار في الثقات‏.‏

16421- وعن أنس بن مالك قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏طوبى لمن رآني وآمن بي، ومن رأى من رآني، ومن رأى من رأى من رآني‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه من لم أعرفه‏.‏

16422- وعن عبد الرحمن بن عقبة عن أبيه - وكان أصابه سهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم - قال‏:‏ سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏لا يدخل النار مسلم رآني أو رأى من رآني، ولا رأى من رأى من رآني‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير والأوسط إلا أنه قال‏:‏ عن عبد الرحمن بن عقبة الجهني عن أبيه، وفيه من لم أعرفهم‏.‏

 باب ما جاء في حق الصحابة رضي الله عنهم والزجر عن سبهم

16423- عن جابر بن عبد الله قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏إن الناس يكثرون وأصحابي يقلون، فلا تسبوهم لعن الله من سبهم‏"‏‏.‏

رواه أبو يعلى وفيه محمد بن الفضل بن عطية وهو متروك‏.‏

16424- وعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏من سب أصحابي فعليه لعنة الله‏"‏‏.‏

رواه البزار والطبراني في الكبير والأوسط ولفظه‏:‏ ‏"‏لعن الله من سب أصحابي‏"‏‏.‏ وفي إسناد البزار سيف بن عمر وهو متروك، وفي إسنادي الطبراني عبد الله بن سيف الخوارزمي وهو ضعيف‏.‏

16425- وعن أنس قال‏:‏ ذُكر مالك بن الدخشن عند النبي صلى الله عليه وسلم فوقعوا فيه، يقال له‏:‏ رأس المنافقين فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏دعوا أصحابي لا تسبوا أصحابي‏"‏‏.‏

رواه البزار ورجاله رجال الصحيح‏.‏

16426- وعن ابن عباس قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏من سب أصحابي لعنه الله والملائكة والناس أجمعون‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه عبد الله بن خراش وهو ضعيف‏.‏

قلت‏:‏ وقد تقدم في فضل الصحابة بعض هذا في ضمن أحاديث‏.‏

16427- وعن سعيد بن عمرو بن زيد بن نفيل قال‏:‏ تأمروني بسب أصحابي، بل صلى الله عليهم وغفر لهم‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح‏.‏

16428- وعن عائشة قالت‏:‏ أمرتم بالاستغفار لسلفكم فشتمتموهم، أما إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏لا تفنى هذه الأمة حتى يلعن آخرها أولها‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر وهو ضعيف‏.‏

16429- وعن عائشة قالت‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏لا تسبوا أصحابي، لعن الله من سب أصحابي‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح غير علي بن سهل وهو ثقة‏.‏

16430- وعن أبي سعيد - يعني الخدري - قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏من سب أحداً من أصحابي فعليه لعنة الله‏"‏‏.‏

قلت‏:‏ له حديث في الصحيح غير هذا‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه ضعفاء وقد وثقوا‏.‏

16431- وعن أم سلمة قالت‏:‏ كانت ليلتي، وكان النبي صلى الله عليه وسلم عندي، فأتته فاطمة فسبقها علي، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏يا علي أنت وأصحابك في الجنة، إلا أنه ممن يزعم أنه يحبك أقوام يرفضون الإسلام ثم يلفظونه، يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، لهم نبز يقال لهم‏:‏ الرافضة، فإن أدركتهم فجاهدهم فإنهم مشركون‏"‏‏.‏ قلت‏:‏ يا رسول الله ما العلامة فيهم‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏لا يشهدون جمعة ولا جماعة، ويطعنون على السلف الأول‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه الفضل بن غانم وهو ضعيف‏.‏

16432- وعن فاطمة بنت محمد قالت‏:‏ نظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى علي فقال‏:‏

‏"‏هذا في الجنة، وإن من شيعته يلفظون الإسلام يرفضونه، لهم نبز يسمون الرافضة، من لقيهم فليقتلهم فإنهم مشركون‏"‏‏.‏

رواه الطبراني ورجاله ثقات إلا أن زينب بنت علي لم تسمع من فاطمة فيما أعلم، والله أعلم ‏.‏

16433- وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏يكون في آخر الزمان قوم ينبزون الرافضة يرفضون الإسلام ويلفظونه، قاتلوهم فإنهم مشركون‏"‏‏.‏

رواه أبو يعلى والبزار والطبراني ورجاله وثقوا وفي بعضهم خلاف‏.‏

16434- وعن ابن عباس قال‏:‏ كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم وعنده علي فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏يا علي سيكون في أمتي قوم ينتحلون حب أهل البيت، لهم نبز يسمون الرافضة، قاتلوهم فإنهم مشركون‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وإسناده حسن‏.‏

16435- وعن علي بن أبي طالب قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏يظهر في آخر الزمان قوم يسمون الرافضة يرفضون الإسلام‏"‏‏.‏

رواه عبد الله والبزار وفيه كثير بن إسماعيل النواء وهو ضعيف‏.‏

16436- وعن سعيد بن جبير قال‏:‏ جاء رجل إلى ابن عباس فقال‏:‏ أوصني، فقال‏:‏ أوصيك بتقوى الله، وإياك وذكر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنك لا تدري ما سبق لهم‏.‏

رواه الطبراني وفيه عمر بن عبد الله الثقفي وهو ضعيف‏.‏

16437- وعن عاصم بن بهدلة قال‏:‏ قلت للحسن بن علي‏:‏ الشيعة يزعمون أن علياً يرجع‏؟‏ قال‏:‏ كذب أولئك الكذابون، لو علمنا ذلك ما تزوج نساؤه، ولا قسمنا ميراثه‏.‏

رواه عبد الله وإسناده جيد‏.‏

 باب ما جاء في أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين

16439- عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين قال‏:‏ أتاني جابر بن عبد الله، وأنا في الكتاب، فقال‏:‏ اكشف عن بطنك، فكشفت عن بطني فقبله ثم قال‏:‏ إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقرأ عليك السلام‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه المفضل بن صالح وهو ضعيف‏.‏

 باب ما جاء في أويس

16440- عن ابن أبي ليلى قال‏:‏ نادى رجل من أهل ‏[‏الشام‏]‏ يوم صفين‏:‏ أفيكم أويس القرني‏؟‏ قالوا‏:‏ نعم، قالوا‏:‏ نعم، قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏إن من خير التابعين أويساً‏"‏‏.‏

رواه أحمد وإسناده جيد‏.‏

 باب ما جاء في الربيع بن خيثم

16441- عن أبي عبيدة بن عبد الله قال‏:‏ كان الربيع بن خيثم إذا دخل على عبد الله لم يكن عليه إذن لأحد حتى يفرغ كل واحد منهما من صاحبه‏.‏ قال‏:‏ وقال عبد الله‏:‏ يا أبا يزيد لو رآك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحبك وما رأيتك إلا ذكرت المخبتين‏.‏

رواه الطبراني ورجاله ثقات‏.‏

 باب ما جاء في عامر الشعبي

16442- عن عبد الملك بن عمير قال‏:‏ كان الشعبي يحدث بالمغازي فمر ابن عمر فسمعه وهو يحدث بها فقال‏:‏ لهو أحفظ لها مني، وإن كنت قد شهدتها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

رواه الطبراني ورجاله ثقات‏.‏

 باب ما جاء في محمد بن كعب القرظي

16443- عن أبي بردة قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏يخرج من الكاهنين رجل يدرس القرآن دراسة لا يدرسها أحد يكون بعده‏"‏‏.‏

رواه أحمد والبزار والطبراني وفيه من رواية عبد الله بن مغيث عن أبيه عن جده، ولم أعرف عبد الله ولا أباه إلا أن ابن أبي حاتم ذكر عبد الله، والبخاري ذكر أباه ولم يجرحهما أحد‏.‏

 باب ما جاء في فضل قريش

16444- عن محمد بن إبراهيم التيمي أن قتادة بن النعمان الظفري وقع بقريش فكأنه نال منهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏يا قتادة لا تسبن قريشاً فإنك لعلك أن ترى منهم رجالاً تزدري عملك مع أعمالهم، وفعلك مع أفعالهم، وتغبطهم إذا رأيتهم، لولا أن تطغى قريش لأخبرتهم بالذي لهم عند الله‏"‏‏.‏

رواه أحمد مرسلاً ومسنداً، وأحال لفظ المسند على المرسل، والبزار كذلك، والطبراني مسنداً، ورجال البزار في المسند رجال الصحيح، ورجال أحمد في المرسل والمسند رجال الصحيح غير جعفر بن عبد الله بن أسلم في مسند أحمد وهو ثقة، وفي بعض رجال الطبراني خلاف‏.‏

16445- وعن عدي بن حاتم قال‏:‏ كنت قاعداً عند النبي صلى الله عليه وسلم حين جاء من بدر، فقال رجل من الأنصار‏:‏ وهل لقينا إلا عجائز كالجزر المعقلة فنحرناها‏؟‏ فتغير وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى رأيته كأنه تفقأ فيه حب الرمان، ثم قال‏:‏ ‏"‏يا ابن أخي لا تقل ذلك، أولئك الملأ الأكبر من قريش، أما لو رأيتهم في مجالسهم بمكة هبتهم‏"‏‏.‏ فوالله لأتيت مكة فرأيتهم قعوداً في المسجد في مجالسهم، فما قدرت على أن أسلم عليهم من هيبتهم، فذكرت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏لو رأيتهم في مجالسهم لهبتهم‏"‏‏.‏

قال عدي بن حاتم‏:‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏يا معاشر الناس أحبوا قريشاً فإنه من أحب قريشاً فقد أحبني، ومن أبغض قريشاً فقد أبغضني، إن الله حبب إلي قومي فلا أتعجل لهم نقمة، ولا أستكثر لهم نعمة‏.‏ اللهم إنك أذقت أول قريش نكالاً فأذق آخرها نوالاً، ألا إن الله تعالى علم ما في قلبي من حبي لقومي فسرني

فيهم قال الله عز وجل‏:‏ ‏{‏وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون‏}‏ فجعل الذكر والشرف لقومي في كتابه فقال‏:‏ ‏{‏وأنذر عشيرتك الأقربين واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين‏}‏ يعني‏:‏ قومي، فالحمد لله الذي جعل الصديق من قومي، والشهيد من قومي، والأئمة من قومي، إن الله قلب العباد ظهراً لبطن، فكان خير العرب قريش، وهي الشجرة المباركة التي قال الله عز وجل في كتابه‏:‏ ‏{‏مثلاً كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء‏}‏ قريشاً ‏{‏أصلها ثابت‏}‏ يقول‏:‏ أصلها كرم ‏{‏وفرعها في السماء‏}‏ يقول‏:‏ الشرف الذي شرفهم الله به بالإسلام الذي هداهم له وجعلهم أهله‏.‏ ثم أنزل فيهم سورة من كتابه محكمة ‏{‏لإيلاف قريش إيلافهم رحلة الشتاء والصيف فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف‏}‏‏"‏‏.‏

قال عدي بن حاتم‏:‏ ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكرت عنده قريش بخير قط إلا سره حتى يتبين السرور في وجهه، وكان يتلو هذه الآية‏:‏ ‏"‏‏{‏وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تُسألون‏}‏‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه حسين السلولي ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات‏.‏

16446- وعن أم هانئ قالت‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏فضل الله قريشاً بسبع خصال لم يعطها أحد قبلهم ولا يعطاها أحد بعدهم، فضل الله قريشاً بأني منهم، وأن النبوة فيهم، وأن الحجابة فيهم، وأن السقاية فيهم،

ونصرهم على الفيل، وعبدوا الله عشر سنين لا يعبده غيرهم، وأنزل فيهم سورة من القرآن لم تنزل في أحد غيرهم‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه‏.‏

16447- وعن الزبير قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏فضل الله قريشاً بسبع خصال‏:‏ فضلهم بأنهم عبدوا الله عشر سنين لا يعبده إلا قرشي، وفضلهم بأنهم نصرهم الله على الفيل وهو مشركون، وفضلهم بأنهم نزلت فيهم سورة من القرآن لم يدخل فيهم غيرهم ‏{‏لإيلاف قريش‏}‏ وفضلهم بأن فيهم النبوة والخلافة والحجابة والسقاية‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه من ضعف ووثقهم ابن حبان‏.‏

16448- وعن عبد الله بن عروة بن الزبير قال‏:‏ أقحمت السنة نابغة بني جعدة فأتى عبد الله بن الزبير وهو جالس بالمدينة فأنشأ يقول‏:‏

حكيت لنا الصديق لما وليتنا * وعثمان والفاروق فارتاح معدم

وسويت بين الناس بالحق فاستووا * فعاد صباحاً حالك الليل مظلم

أتاك أبو ليلى تحول به الدجى * دجى الليل جواب الفلاة عتمتم

لتجبر منه جانباً زعزعت به * صروف الليالي والزمان المصمصم

فقال ابن الزبير‏:‏ إليك يا أبا ليلى فإن الشعر أهون وسائلك عندنا، أما صفوة مالنا فلآل الزبير، وأما عيونه فإن بني أسد شغلها عنك وتميماً، ولكن لك في مال الله حقان‏:‏ حق لرؤيتك رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحق لشركتك أهل الإسلام في الإسلام، ثم أمر به فأدخل دار النعم، وأمر له بقلائص سبع، وحمل وخيل، وأوقر له الركاب براً وتمراً، فجعل النابغة يستعجل فيأكل الحب صرفاً، فقال ابن الزبير‏:‏ ويح أبي

ليلى لقد بلغ به الجهد، فقال النابغة‏:‏ أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏ما وليت قريش فعدلت واسترحمت فرحمت، وعاهدت فوفت، ووعدت فأنجزت، إلا كنت أنا والنبيون فراط القاصفين‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه راو لم أعرفه ورجال مختلف فيهم‏.‏

16449- وعن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها فقال‏:‏

‏"‏لولا تبطر قريش لأخبرتها بما لها عند الله‏"‏‏.‏

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح‏.‏

16450- وعن علي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال فيما أعلم‏:‏

‏"‏قدموا قريشاً ولا تقدموها، ولولا أن تبطر قريش لأخبرتها بما لها عند الله‏"‏‏.‏

رواه البزار وفيه عدي بن الفضل وهو متروك، وليس هو عدي بن الفضل الذي في ثقات ابن حبان‏.‏

16451- ووعم عبد الله بن السائب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏قدموا قريشاً ولا تقدموها، وتعلموا نم قريش ولا تعلموها، ولولا أن تبطر قريش لأخبرتها بما لخيارها عند الله عز وجل‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه أبو معشر وحديثه حسن، وبقية رجاله رجال الصحيح‏.‏

16451/مكرر - وعن عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏العلم في قريش والأمانة في الأزد‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط والكبير وإسناده حسن‏.‏

16452- وعن أبي هريرة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏اطلبوا‏"‏ - أو قال‏:‏ ‏"‏التمسوا الأمانة في قريش، فإن الأمين من قريش له فضل على أمين من سواهم، وإن قوي قريش له فضلان على قوي من سواهم‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وأبو يعلى وإسناده حسن‏.‏

16453- وعن جبير بن مطعم قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏إن للقرشي مثلي قوة الرجل من غير قريش‏"‏‏.‏

قيل للزهري‏:‏ ما عني بذلك‏؟‏ قال‏:‏ نبل الرأي‏.‏

رواه أحمد وأبو يعلى والبزار والطبراني ورجال أحمد وأبي يعلى رجال الصحيح‏.‏

16454- وعن رفاعة بن رافع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعمر‏:‏ ‏"‏اجمع لي قومك‏"‏‏.‏ فجمعهم عمر عند بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم دخل عليه فقال‏:‏ يا رسول الله أدخلهم عليك أو تخرج إليهم‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏بل أخرج إليهم‏"‏‏.‏ قال‏:‏ فأتاهم فقال‏:‏ ‏"‏هل فيكم أحد من غيركم‏؟‏‏"‏‏.‏ قالوا‏:‏ نعم فينا حلفاؤنا وفينا بنو إخواننا وفينا موالينا‏.‏ فقال‏:‏ ‏"‏حلفاؤنا منا، وبنو إخواننا منا، وموالينا منا، وأنتم ألا تسمعون‏:‏ ‏{‏إن أولياؤه إلا المتقون‏}‏ فإن كنتم أولئك فذاك، وإلا فانظروا، لا يأتي الناس بالأعمال يوم القيامة وتأتون بالأثقال فنعرض عنكم‏"‏‏.‏

ثم رفع يديه فقال‏:‏ ‏"‏يا أيها الناس إن قريشاً أهل أمانة، فمن بغاهم العواثر أكبه الله بمنخريه‏"‏‏.‏ - قالها ثلاثاً - ‏.‏

رواه البزار واللفظ له وأحمد باختصار وقال‏:‏ ‏"‏كبه الله في النار لوجهه‏"‏‏.‏ والطبراني بنحو البزار وقال في رواية‏:‏ إن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليه عمر فقال‏:‏ قد جمعت لك قومي، فسمع بذلك الأنصار فقالوا‏:‏ قد نزل في قريش الوحي، فجاء المستمع والناظر ما يقول لهم، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام بين أظهرهم‏.‏ فذكر نحو البزار بأسانيد، ورجال أحمد والبزار وإسناد الطبراني ثقات‏.‏

16455- وعن العباس قال‏:‏ قلت‏:‏ يا رسول الله ما رأيت أحداً بعد أبي بكر أوفى من قريش الذين أسلموا بمكة يوم الفتح، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏اللهم فقه قريشاً في الدين وأذقهم من يومي هذا إلى آخر الدهر نوالاً فقد أذقتهم نكالاً‏"‏‏.‏

رواه البزار والطبراني وفيه عبد الله بن شبيب وهو ضعيف‏.‏

16456- وعن أبي معاوية بن عبد اللات من يمن الأزد قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏الأمانة في الأزد والحياء في قريش‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم‏.‏

16457- وعن المستورد الفهري قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وذكر قريشاً فقال‏:‏

‏"‏إن فيهم لخصالاً أربعة، إنهم لأصلح الناس عند فتنة، وأسرعهم إفاقة بعد مصيبة، وأوشكهم كرة بعد فرة، وأمنعهم من ظلم المملوك‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط عن شيخه أحمد بن محمد بن رشدين وهو ضعيف، وبقية رجاله رجال الصحيح‏.‏

16458- وعن عبيد الله بن عمر بن موسى قال‏:‏ كنت عند سليمان بن علي، فدخل شيخ من قريش، فقال سليمان‏:‏ انظر الشيخ، فأقعده مقعداً صالحاً فإن لقريش حقاً، فقلت‏:‏ أيها الأمير ألا أحدثك بحديث بلغني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم‏؟‏ قال‏:‏ قلت‏:‏ بلى، قلت‏:‏ بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏من أهان قريشاً أهانه الله‏"‏‏.‏

قال‏:‏ سبحان الله‏!‏ ما أحسن هذا، من حدثك هذا‏؟‏ قلت‏:‏ حدثنيه ربيعة بن عبد الرحمن عن سعيد بن المسيب عن عمرو بن عثمان بن عفان قال‏:‏ قال أبي‏:‏ يا بني إن وليت من أمر الناس شيئاً فأكرم قريشاً، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏من أهان قريشاً أهانه الله‏"‏‏.‏

رواه أحمد وأبو يعلى في الكبير باختصار، والبزار بنحوه، ورجالهم ثقات‏.‏

16459- وعن أنس قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏من أهان قريشاً أهانه الله قبل موته‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه محمد بن سليم أبو هلال، وقد وثقه جماعة وفيه ضعف، وبقية رجالهما رجال الصحيح، ورواه البزار‏.‏

16460- وعن سعد - يعني ابن أبي وقاص - قال‏:‏ قيل للنبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ إن فلاناً الثقفي قتل وقد كان أسلم، فقال‏:‏ ‏"‏أبعده الله إنه كان يبغض قريشاً‏"‏‏.‏

رواه البزار وفيه من لم أعرفه‏.‏

16461- وعن المغيرة بن شعبة قال‏:‏ رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف يوم حنين على رجل من ثقيف مقتول فقال‏:‏ ‏"‏أبعدك الله فإنك كنت تبغض قريشاً‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه يعقوب بن محمد الزهري وهو ضعيف وقد وثق‏.‏

16462- وعن أنس قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏حب قريش إيمان وبغضهم كفر، من أحب العرب فقد أحبني ومن أبغضهم فقد أبغضني‏"‏‏.‏

رواه البزار وفيه الهيثم بن جماز وهو متروك‏.‏

16463- وعن ابن عباس قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏بغض بني هاشم والأنصار كفر وبغض العرب نفاق‏"‏‏.‏

رواه الطبراني ورجاله ثقات‏.‏

16464- وعن سهل بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏أحبوا قريشاً فإنه من أحبهم أحبه الله عز وجل‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه عبد المهيمن بن عباس بن سهل وهو ضعيف‏.‏

16465- وعن عائشة قالت‏:‏ دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول‏:‏ ‏"‏يا عائشة قومك أسرع أمتي بي لحاقاً‏"‏‏.‏ قالت‏:‏ فلما جلس قلت‏:‏ يا رسول الله لقد جعلني

الله فداك، لقد دخلت وأنت تقول كلاماً ذعرني، قال‏:‏ ‏"‏وما هو‏؟‏‏"‏‏.‏ قلت‏:‏ تزعم أن قومك أسرع بك لحاقاً، قال‏:‏ ‏"‏نعم‏"‏‏.‏ قلت‏:‏ ومم ذاك‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏تستحليهم المنايا، وتنفس عليهم أمتهم‏"‏‏.‏ قالت‏:‏ فقلت‏:‏ كيف الناس بعد ذلك - أو عند ذلك - ‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏دبى يأكل أشداؤه ضعافه حتى تقوم عليهم الساعة‏"‏‏.‏

قال‏:‏ والدبى‏:‏ الجنادب التي لم تنبت أجنحتها‏.‏

16466- وفي رواية‏:‏ ‏"‏يا عائشة أول من يهلك من الناس قومك‏"‏‏.‏ قال‏:‏ قلت‏:‏ جعلني الله فداك أبني تيم‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏لا ولكن هذا الحي من قريش تستحليهم المنايا وتنفس الناس عنهم أول الناس هلاكاً‏"‏‏.‏ قلت‏:‏ فما بقاء الناس بعدهم‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏هم صلب الناس إذا هلكوا هلك الناس‏"‏‏.‏

رواه أحمد والبزار ببعضه، والطبراني في الأوسط ببعضه أيضاً، وإسناد الرواية الأولى عند أحمد رجال الصحيح، وفي بقية الروايات مقال‏.‏

16467- وعن أبي هريرة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏أسرع قبائل العرب فناء قريش، يوشك أن تمر المرأة بالنعل فتقول‏:‏ هذا بعل قرشي‏"‏‏.‏

رواه أحمد وأبو يعلى والبزار وقال‏:‏ ‏"‏هذه‏"‏ بدل‏:‏ ‏"‏هذا‏"‏‏.‏ ورجال أحمد وأبي يعلى رجال الصحيح‏.‏

16468- وعن ابن عباس قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏لا يزال الدين واصباً ما بقي من قريش عشرون رجلاً‏"‏‏.‏

رواه البزار وفيه إبراهيم بن أبي حية وهو متروك‏.‏

 باب ما جاء في موالي قريش

16469- عن عائشة قالت‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏إن لكل قوم مادة، ومادة قريش مواليهم‏"‏‏.‏

رواه أحمد والطبراني في الأوسط، وفيه الحجاج بن أرطاة وهو ثقة، وبقية رجاله رجال الصحيح‏.‏

 باب ما جاء في فضل الأنصار

16470- عن أبي هريرة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏أسلمت الملائكة طوعاً وأسلمت الأنصار طوعاً وأسلمت عبد القيس طوعاً‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط عن شيخه علي بن سعيد بن بشير وفيه لين، وبقية رجاله ثقات‏.‏

16471- وعن سعيد بن عبادة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏إن هذا الحي من الأنصار محنة، حبهم إيمان وبغضهم نفاق‏"‏‏.‏

رواه أحمد والطبراني والبزار وفي رجال أحمد راو لم يسم، وأسقطه الآخران، ورجالهما وبقية رجال أحمد ثقات‏.‏

16472- وعن أبي سعيد الخدري قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏من أحبني أحب الأنصار ومن أبغضني فقد أبغض الأنصار، لا يحبهم منافق ولا يبغضهم مؤمن، من أحبهم أحبه الله، ومن أبغضهم أبغضه الله، الناس دثار، والأنصار شعار، ولو سلك الناس شعباً والأنصار شعباً لسلكت شعب الأنصار‏"‏‏.‏

قلت‏:‏ له حديث في الصحيح غير هذا‏.‏

رواه البزار يإسنادين وفيهما كلاهما عطية وحديثه يكتب على ضعفه، وبقية رجاله رجال الصحيح‏.‏

16473- وعن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏لا يبغض الأنصار رجل يؤمن بالله واليوم الآخر‏"‏‏.‏

رواه أحمد بأسانيد ورجال أكثرها رجال الصحيح‏.‏

16474- وعن أبي سعيد الخدري قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏حب الأنصار إيمان وبغضها نفاق‏"‏‏.‏

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح‏.‏

16475- وعن أبي سعيد الخدري قال‏:‏ لما أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أعطي من تلك العطايا في قريش وقبائل العرب

ولم يكن في الأنصار منها شيء وجد هذا الحي من الأنصار في أنفسهم حتى كثرت فيهم القالة، حتى قال قائلهم‏:‏ لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم قومه، فدخل عليه سعد بن عبادة فقال‏:‏ يا رسول الله إن هذا الحي من الأنصار وجدوا عليك في أنفسهم لما صنعت في هذا الفيء الذي أصبت، قسمت في قومك وأعطيت عطايا عظاماً في قبائل العرب، ولم يكن في هذا الحي من الأنصار شيء‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏فأين أنت من ذلك يا سعد‏؟‏‏"‏‏.‏ قال‏:‏ يا رسول الله ما أنا إلا امرؤ من قومي، وما أنا من ذلك‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏فاجمع لي قومك في هذه الحظيرة‏"‏‏.‏ قال‏:‏ فجاء رجل من المهاجرين فتركهم، وجاء آخرون فردهم، فلما اجتمعوا أتاه سعد فقال‏:‏ قد اجتمع لك هذا الحي من الأنصار، قال‏:‏ فأتاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه بالذي هو له أهل ثم قال‏:‏

‏"‏يا معشر الأنصار ما قالة بلغتني عنكم‏؟‏ ووجدة وجدتموها في أنفسكم‏؟‏ ألم تكونوا ضلالاً فهداكم الله بي، وعالة فأغناكم الله، وأعداء فألف بين قلوبكم‏"‏‏.‏ قالوا‏:‏ بل الله ورسوله أمن وأفضل، قال‏:‏ ‏"‏ألا تجيبوني يا معشر الأنصار‏؟‏‏"‏‏.‏ قالوا‏:‏ وبماذا نجيبك يا رسول الله، ولله ولرسوله المن والفضل‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏أما والله لو شئتم لقلتم فلصَدقتم ولصُدقتم، أتيتنا مكذَّباً فصدقناك، ومخذولاً فنصرناك، وطريداً فآويناك، وعائلاً فواسيناك‏.‏ أوجدتم في أنفسكم يا معشر الأنصار في لعاعة من الدنيا‏؟‏ تألفت قوماً ليسلموا‏؟‏ ووكلتكم إلى إسلامكم، ألا ترضون يا معشر الأنصار أن يذهب الناس بالشاة والبعير وترجعون برسول الله صلى الله عليه وسلم في رحالكم‏؟‏ فوالذي نفس محمد بيده إنه

لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار، ولو سلك الناس شعباً لسلكت شعب الأنصار، اللهم ارحم الأنصار وأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار‏"‏‏.‏

قال‏:‏ فبكى القوم حتى أخضلوا لحاهم وقالوا‏:‏ رضينا برسول الله صلى الله عليه وسلم قسماً وحظاً‏.‏ ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم وتفرقوا‏.‏

16476- وفي رواية عن أبي سعيد أيضاً قال‏:‏ قال رجل من الأنصار لأصحابه‏:‏ أما والله لقد كنت أحدثكم أن لو استقامت الأمور لقد آثر عليكم‏.‏ قال‏:‏ فردوا عليه رداً عنيفاً‏.‏ قال‏:‏ فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاءهم فقال لهم أشياء لا أحفظها، قالوا‏:‏ بلى يا رسول الله، قال‏:‏ ‏"‏فكنتم لا تركبون الخيل‏"‏‏.‏ قال‏:‏ فكلما قال لهم شيئاً قالوا‏:‏ بلى يا رسول الله‏.‏ قال‏:‏ فلما رآهم لا يردون عليه‏.‏

قلت‏:‏ فذكر نحوه وقال في آخره‏:‏ ‏"‏الأنصار كرشي وأهل بيتي وعيبتي التي أويت إليها، فاعفوا عن مسيئهم واقبلوا من محسنهم‏"‏‏.‏

قال أبو سعيد‏:‏ قلت لمعاوية‏:‏ إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا أنا سنرى بعده أثرة‏.‏ قال معاوية‏:‏ فما أمركم‏؟‏ قلت‏:‏ أمرنا أن نضبر‏.‏ قال‏:‏ فاصبروا إذاً‏.‏

16477- وفي رواية‏:‏ ‏"‏فاصبروا حتى تلقوني على الحوض‏"‏‏.‏

رواها أحمد كلها وأبو يعلى بالرواية التي قال فيها‏:‏ فقال رجل من الأنصار لأصحابه، ورجال الرواية الأولى لأحمد رجال الصحيح غير محمد بن إسحاق وقد صرح بالسماع‏.‏

قلت‏:‏ هو في الصحيح بغير هذا السياق‏.‏

16478- وعن أبي هريرة وأبي سعيد نحو ما تقدم باختصار‏.‏

رواه أحمد ورجالهما رجال الصحيح غير ابن إسحاق وقد صرح بالسماع‏.‏

16479- وعن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم لما فتحت حنين بعث سرايا فأتوا بالإبل والشاء فقسموها في قريش، فوجدنا أيها الأنصار ‏[‏عليه‏]‏ فبلغه ذلك، فجمعنا فخطبنا فقال‏:‏

‏"‏ألا ترضون أنكم أُعطيتم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوالله لو سلك الناس وادياً وسلكتم شعباً لأتبعت شعبتكم‏"‏‏.‏ قالوا‏:‏ رضينا برسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وهو حسن الحديث، وبقية رجاله رجال الصحيح‏.‏

16480- وعن السائب بن يزيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قسم الفيء الذي أفاء الله بحنين من غنائم هوازن فأحسن فأفشى ‏[‏القسم‏]‏ في أهل ‏[‏مكة‏]‏ من قريش وغيرهم، فغضبت الأنصار، فلما سمع بذلك النبي صلى الله عليه وسلم أتاهم في منازلهم ثم قال‏:‏ ‏"‏من كان ههنا ‏[‏ليس‏]‏ من الأنصار فليخرج إلى رحله‏"‏‏.‏

ثم يشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحمد الله عز وجل ثم قال‏:‏

‏"‏يا معشر الأنصار قد بلغني من حديثكم في هذه المغانم التي آثرت بها أناساً أتألفهم على الإسلام لعلهم أن يشهدوا بعد اليوم وقد أدخل الله قلوبهم الإسلام‏"‏‏.‏

ثم قال‏:‏ ‏"‏يا معشر الأنصار ألم يمن الله عليكم بالإيمان، وخصكم بالكرامة وسماكم بأحسن الأسماء‏:‏ أنصار الله وأنصار رسوله، ولولا الهجرة لكنت امرأ من

الأنصار، ولو سلك الناس وادياً وسلكتم وادياً لسلكت واديكم، أفلا ترضون أن يذهب الناس ‏[‏بهذه الغنائم‏]‏ الشاء والنعم والبعير وتذهبون برسول الله صلى الله عليه وسلم‏؟‏‏"‏‏.‏

فلما سمعت الأنصار قول رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا‏:‏ رضينا، قال‏:‏ ‏"‏أجيبوني فيما قلت‏"‏‏.‏ قالت الأنصار‏:‏ يا رسول الله وجدتنا في ظلمة فأخرجنا الله بك إلى النور، ووجدتنا على شفا حفرة من النار فأنقذنا الله بك، ووجدتنا ضلالاً فهدانا الله بك، قد رضينا بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد نبياً، فاصنع يا رسول الله ما شئت في أوسع الحل فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏والله لو أجبتموني بغير هذا القول لقلت‏:‏ صدقتم، لو قلتم‏:‏ ألم تأتنا طريداً فآويناك ومكذَّباً فصدقناك، ومخذولاً فنصرناك، وقبلنا ما رد الناس عليك، لو قلتم هذا لصدقتم‏"‏‏.‏

فقالت الأنصار‏:‏ بل لله ولرسوله المن ولرسوله المن والفضل علينا وعلى غيرنا، ثم بكوا فكثر بكاؤهم، وبكى النبي صلى الله عليه وسلم معهم‏.‏

رواه الطبراني وفيه رشدين بن سعد وحديثه في الرقاق ونحوها حسن، وبقية رجاله ثقات‏.‏

16481- وعن ابن عباس قال‏:‏ أصاب النبي صلى الله عليه وسلم يوم حنين غنائم، فقسم للناس، فقالت الأنصار‏:‏ نلي القتال والغنائم لغيرنا‏.‏ فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فبعث إليهم أن‏:‏ ‏"‏اجتمعوا‏"‏‏.‏ فأتاهم فقال‏:‏ ‏"‏يا معشر الأنصار هل فيكم أحد من غيركم‏؟‏‏"‏‏.‏ قالوا‏:‏ لا إلا ابن أخت لنا ومولانا، فقال‏:‏ ‏"‏ابن أخت القوم منهم ومولى القوم منهم‏"‏‏.‏

فقال‏:‏ ‏"‏يا معشر الأنصار أما ترضون أن يذهب الناس بالشاة والبعير وتذهبون أنتم بمحمد إلى أبياتكم‏؟‏‏"‏‏.‏ قالوا‏:‏ رضينا‏.‏

رواه الطبراني وفيه محمد بن جابر السحيمي وهو ضعيف وقد وثق‏.‏

16482- وعن عبد الله بن جبير أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للأنصار‏:‏ ‏"‏ألا ترضون أن أصل الناس دثار وأنتم شعار‏؟‏ ألا ترضون أن الناس لو سلكوا وادياً وسلكتم آخر اتبعت واديكم وتركت الناس‏؟‏ ولولا أن الله عز وجل سماني من المهاجرين لأحببت أن أكون امرأ من الأنصار‏؟‏‏"‏‏.‏ قالوا‏:‏ بلى رضينا‏.‏

رواه الطبراني، وعبد الله بن جبير قيل‏:‏ إنه تابعي وهو ثقة، وبقية رجاله رجال الصحيح‏.‏

16483- وعن عباد بن بشير الأنصاري قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏يا معشر الأنصار أنتم الشعار والناس الدثار لا أوتين من قبلكم‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه من لم يرو عنه إلا واحد، وبقية رجاله ثقات‏.‏

16484- وعن عبد الله بن محمد - يعني ابن عقيل - قال‏:‏ قدم معاوية المدينة فتلقاه أبو قتادة فقال‏:‏ أما إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏إنكم ستلقون بعدي أثرة‏"‏‏.‏

قال‏:‏ فبما أمركم‏؟‏ قال‏:‏ أمرنا أن نصبر، قال‏:‏ اصبروا إذاً‏.‏

رواه أحمد، وعبد الله بن محمد بن عقيل حسن الحديث، وبقية رجاله رجال الصحيح‏.‏

16485- وعن أبي حميد الساعدي قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏إن لكل نبي عيبة، وعيبتي هذا الحي من الأنصار، ولولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار، ولو سلك الناس وادياً وسلك الأنصار شعباً لسلكت شعب الأنصار، الأنصار شعار والناس دثار، فمن ولي من أمر الناس شيئاً، فليحسن إلى محسنهم ويتجاوز عن مسيئهم‏"‏‏.‏

رواه البزار وفيه من لم أعرفه‏.‏

16486- وعن أنس بن مالك قال‏:‏ خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏

‏"‏ألا إن لكل نبي تركة وصنيعة، وإن تركتي وصنيعتي الأنصار فاحفظوني فيهم‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وإسناده جيد‏.‏

16487- وعن ابن عباس قال‏:‏ سمع النبي صلى الله عليه وسلم شيئاً، فخطب فقال للأنصار‏:‏ ‏"‏ألم تكونوا أذلاء فأعزكم الله بي‏؟‏ ألم تكونوا ضلالاً فهداكم الله بي‏؟‏ ألم تكونوا خائفين فأمنكم الله بي‏؟‏ ألا تردون علي‏؟‏‏"‏‏.‏ قالوا‏:‏ أي شيء نجيبك‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏تقولون‏:‏ ألم يطردك قومك فآويناك‏؟‏ ألم يكذبك قومك فصدقناك‏؟‏‏"‏‏.‏ يعدد عليهم، قال‏:‏ فجثوا على ركبهم وقالوا‏:‏ أموالنا وأنفسنا لك‏.‏ فنزلت‏:‏ ‏{‏قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى‏}‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط عن شيخه علي بن سعيد بن بشير وفيه لين، وبقية رجاله وثقوا‏.‏

16488- وعن مطر أبي موسى مولى آل طلحة بن عبيد الله قال‏:‏ اجتمع أبو هريرة وعبد الله بن عمر، وإني لقاعد معهما وأنا غلام، فقال‏:‏ أبا عبد الرحمن إن الناس يزعمون أني أكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأي أرض تقلني‏؟‏ وأي سماء تظلني‏؟‏ فقال‏:‏ أنت خير من ذلك، فقال أبو هريرة‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏لو سلك الناس وادياً وسلكت الأنصار وادياً لسلكت مع الأنصار في ذلك الوادي‏"‏‏.‏

فقال ابن عمر‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله‏.‏

وقال أبو هريرة‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار‏"‏‏.‏

قال‏:‏ صدقت، سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

ولم يحدث يومئذ إلا صدقه‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه من لم أعرفهم‏.‏

16489- وعن أنس قال‏:‏ علم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الشعب أحسن من الوادي‏.‏

رواه الطبراني وإسناده حسن‏.‏

16490- وعن أبي قتادة قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول على المنبر‏:‏

‏"‏ألا إن الناس دثار وإن الأنصار شعار، ولو أن الناس سلكوا وادياً وسلكت الأنصار شعبة لاتبعت شعبة الأنصار، ولولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار، فمن ولي من أمرهم شيئاً فليحسن إلى محسنهم وليتجاوز عن مسيئهم، ومن أفزعهم فقد أفزع هذا الذي بين هذين‏"‏ وأشار إلى صدره يعني قلبه‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط عن شيخه مقدام بن داود وهو ضعيف، وقال ابن دقيق العيد‏:‏ إنه وثق، وبقية رجاله ثقات‏.‏

16491- وعن ابن شفيع - وكان طبيباً - قال‏:‏ دعاني أسيد بن حضير فقطعت له عرق النسا فحدثني بحدثيين قال‏:‏ آتاني أهل بيتين من ‏[‏بني‏]‏ ظفر، وأهل بيت من بني معاوية، فقالوا‏:‏ كلم لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم لنا أو يعطينا أو نحو ‏[‏من‏]‏ هذا، فكلمته فقال‏:‏ ‏"‏نعم أقسم لكل ‏[‏أهل‏]‏ بيت منهم شطراً، فإن عاد الله علينا عدنا عليهم‏"‏‏.‏ قال‏:‏ قلت‏:‏ جزاك الله خيراً يا رسول الله، قال‏:‏ ‏"‏وأنتم فجزاكم الله خيراً فإنكم ما علمتكم أعفة صبر‏"‏‏.‏

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏إنكم ستلقون أثرة بعدي‏"‏‏.‏

فلما كان عمر بن الخطاب قسم حللاً بين الناس فبعث إلي منها بحلة فاستصغرتها ‏[‏فأعطيتها ابنتي‏]‏، فبينا أنا أصلي إذ مر بي شاب من قريش عليه حلة من تلك الحلل يجرها، فذكرت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏إنكم ستلقون أثرة بعدي‏"‏‏.‏ فقلت‏:‏ صدق الله ورسوله، فانطلق رجل إلى عمر فأخبره، فجاء وأنا أصلي فقال‏:‏ صل أبا أسيد، فلما قضيت صلاتي قال‏:‏ كيف قلت‏؟‏ فأخبرته، فقال‏:‏ تلك حلة بعثت بها إلى فلان وهو بدري أحدي عقبي، فأتاه هذا الفتى فابتاعها منه فلبسها، فظننت أن يكون ذلك في زماني‏؟‏ قال‏:‏ قلت‏:‏ قد والله يا أمير المؤمنين ظننت أن ذلك لا يكون في زمانك‏.‏

قلت‏:‏ في الصحيح وغيره‏:‏ ‏"‏إنكم ستلقون بعدي أثرة‏"‏‏.‏

رواه أحمد ورجاله ثقات إلا أن ابن إسحاق مدلس وهو ثقة‏.‏

16492- وعن جابر بن عبد الله قال‏:‏ أمر أبي بخزيرة صنعت ثم أمرني فأتيت بها النبي صلى الله عليه وسلم، قال‏:‏ فأتيته وهو في منزله، قال‏:‏ فقال لي‏:‏ ‏"‏ماذا معك يا جابر‏؟‏ ألحم هذا‏؟‏‏"‏‏.‏ قلت‏:‏ لا، فأتيت أبي فقال‏:‏ هل رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم‏؟‏ قلت‏:‏ نعم، قال‏:‏ فهل سمعته يقول شيئاً‏؟‏ قال‏:‏ قلت‏:‏ نعم، قال لي‏:‏ ‏"‏ماذا معك يا جابر‏؟‏ ألحم هذا‏؟‏‏"‏‏.‏ قال‏:‏ لعل رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكون اشتهى اللحم، فأمر بشاة لنا داجن

فذبحت ثم أمرها فشويت، ثم أمرني فأتيت بها النبي صلى الله عليه وسلم فقال لي‏:‏ ‏"‏ماذا معك يا جابر‏؟‏‏"‏‏.‏ فأخبرته فقال‏:‏ ‏"‏جزى الله الأنصار عنا خيراً، ولا سيما عبد الله بن عمرو بن حرام وسعد بن عبادة‏"‏‏.‏

رواه أبو يعلى بإسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح غير إبراهيم بن حبيب بن الشهيد وهو ثقة‏.‏

16493- وعن أبي محمد بشير بن أبان بن بشير بن النعمان بن بشير بن سعد الأنصاري عن أبيه عن جده قال‏:‏ كتب مروان بن الحكم إلى النعمان بن بشير يخطب على ابنه عبد الملك أم أبان بنت النعمان، وكان في كتابه إليه‏:‏

بسم الله الرحمن الرحيم من مروان بن الحكم إلى النعمان بن بشير، سلام عليك، فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو، أما بعد‏:‏ فإن الله ذا الجلال والإكرام والعظمة والسلطان قد خصكم معشر الأنصار بنصر دينه واعتزاز نبيه، وقد جعلك الله منهم في البيت العميم والفرع القديم، وقد دعاني ذلك إلى اختياري مصاهرتك وإيثارك على الأكفاء من ولد أبي، وقد رأيت أن تزوج ابني عبد الملك بن مروان ابنتك أم أبان بنت النعمان، وقد جعلت صداقها ما نطق به لسانك وترمرمت به شفتاك وبلغه مناك، وحكمت به في بيت المال قبلك‏.‏

فلما قرأ النعمان كتابه كتب إليه‏:‏

بسم الله الرحمن الرحيم من النعمان بن بشير إلى مروان بن الحكم، بدأت باسمي سنة من رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك لأني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏إذا كتب أحدكم إلى أحد فليبدأ بنفسه‏"‏‏.‏ أما بعد‏:‏ فقد وصل إلي كتابك وقد فهمت ما ذكرت فيه من محبتنا، فإما أن تكون صادقاً فغنم أصبت وبحظك أخذت، لأنا أناس جعل الله تعالى حبنا إيماناً وبغضنا نفاقاً‏.‏ وأما ما أطنبت فيه من ذكر شرفنا وقديم سلفنا ففي مدح الله تعالى لنا وذكره إيانا في كتابه المنزل وقرآنه المفصل على نبيه صلى الله عليه وسلم ما أغنانا عن مدح أحد من الناس‏.‏

وأما ما ذكرت أنك آثرتني بابنك عبد الملك بن مروان على الأكفاء من ولد أبيك فحظي منك مردود عليهم موفور لهم غير مشاح لهم فيه ولا منازع لهم عليه‏.‏ وأما ما ذكرت بأن صداقها ما نطق به لساني وترمرمت به شفتاي وبلغه مناي، وحكمت به في بيت المال قبلي، فقد أصبح بحمد الله لو أنصفت حظي في بيت المال أوفر من حظك وسهمي فيه أجزل من سهمك، فأنا الذي أقول‏:‏

فلو أن نفسي طاوعتني لأصبحت * لها حفد مما يعد كثير

ولكنها نفس علي كريمة * عيوف لأصهار اللثام قدور

لنا في بني العنقاء وابني محرق * مصاهرة يسمى بها ومهور

وفي آل عمران وعمرو بن عامر * عقائل لم يدنس لهن حجور

رواه الطبراني وفيه أبان بن بشير بن النعمان ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات، إلا ابن حبان قال في أبي محمد بشير بن أبان قال فيه‏:‏ بشير بن النعمان بن بشير بن أبان فزاد في نسبه النعمان والله أعلم‏.‏

16494- وعن عبد الله بن عباس قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏إن الله أيدني بأشداء العرب ألسناً وأذرعاً، بابني قيلة‏:‏ الأوس والخزرج‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه جماعة لم أعرفهم‏.‏

16495- وعن أبي واقد الليثي قال‏:‏ كنت جالساً عند رسول الله صلى الله عليه وسلم تمس ركبتي ركبته، فأتاه آت فالتقم أذنه، فتغير وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم وثار الدم في أساريره وقال‏:‏

‏"‏هذا رسول عامر بن الطفيل يتهددني ويتهدد من بإزائي فكفانيه الله بالنبين من ولد إسماعيل بابني قيلة‏"‏ يعني الأنصار‏.‏

رواه الطبراني في الكبير والأوسط إلا أنه قال فيه‏:‏ ‏"‏فكفانيه الله بالنبي من ولد إسماعيل، وبابني قيلة‏"‏‏.‏

وفي إسنادهما عبد الله بن يزيد البكري وهو ضعيف‏.‏

16496- وعن أبي قتادة قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول على المنبر للأنصار‏:‏

‏"‏ألا إن الناس دثاري والأنصار شعاري، لو سلك الناس وادياً وسلكت الأنصار شعبة لاتبعت شعبة الأنصار، ولولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار، فمن ولي أمر الأنصار فليحسن إلى محسنهم، وليتجاوز عن مسيئهم، فمن أفزعهم فقد أفزع هذا الذي بين هذين‏"‏‏.‏ وأشار إلى نفسه‏.‏

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير يحيى بن النضر الأنصاري وهو ثقة‏.‏

16497- وعن عبد الرحمن بن كعب بن مالك - وكان أبوه أحد الثلاثة الذين تيب عليهم - عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قام خطيباً فحمد الله وأثنى عليه واستغفر للشهداء الذين قتلوا بأحد ثم قال‏:‏

‏"‏إنكم يا معشر المهاجرين تزيدون، وإن الأنصار لا يزيدون، وإن الأنصار عيبتي التي آويت إليها، أكرموا كريمهم وتجاوزوا عن مسيئهم، فإنهم قد قضوا الذي عليهم وبقي الذي لهم‏"‏‏.‏

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح‏.‏

16498- وعن عبد الله بن كعب بن مالك الأنصاري - وهو أحد الثلاثة الذين تيب عليهم - يعني‏:‏ أباه، أنه أخبره بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج يوماً عاصباً رأسه فقال في خطبته‏:‏

‏"‏أما بعد يا معشر المهاجرين فإنكم قد أصبحتم

تزيدون، وأصبحت الأنصار لا تزيد على هيئتها التي هي عليها اليوم، وإن الأنصار عيبتي التي آويت إليها، فأكرموا كريمهم وتجاوزوا عن مسيئهم‏"‏‏.‏

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح‏.‏

16499- وعن قدامة بن إبراهيم قال‏:‏ رأيت الحجاج يضرب عباس بن سهل في أمر ابن الزبير، فأتاه سهل بن سعد وهو شيخ كبير له ضفران وعليه ثوبان‏:‏ إزار ورداء، فوقف بين السماطين فقال‏:‏ أبا حجاج ألا تحفظ فينا وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم‏؟‏ فقال‏:‏ وما أوصى به رسول الله صلى الله عليه وسلم فيكم‏؟‏ قال‏:‏ أوصى أن يحسن إلى محسن الأنصار ويعفى عن مسيئهم‏.‏ قال‏:‏ فأرسله‏.‏

رواه أبو يعلى والطبراني في الأوسط والكبير بأسانيد، في أحدها عبد الله بن مصعب، وفي الآخر عبد المهيمن بن عباس وكلاهما ضعيف‏.‏

16500- وعن سعد - يعني ابن أبي وقاص - قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏اقبلوا من محسن الأنصار وتجاوزوا عن مسيئهم‏"‏‏.‏

رواه البزار وفيه صدقة بن عبد الله السمين وثقه دحيم وأبو حاتم وضعفه جماعة، وبقية رجاله ثقات‏.‏

16501- وعن زيد بن سعد عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم لما نعيت إليه نفسه خرج متلفعاً في أخلاق ثياب عليه حتى جلس على المنبر، فسمع الناس به وأهل السوق فحضروا المسجد، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال‏:‏

‏"‏يا أيها الناس احفظوني في هذا الحي من الأنصار فإنهم كرشي الذي آكل فيها وعيبتي، اقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم‏"‏‏.‏

رواه الطبراني، وزيد بن سعد بن زيد الأشهلي لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات‏.‏

16502- وعن مهاجر بن دينار أن أبا سعيد الأنصاري مر بمروان يوم الدار وهو صريع فقال‏:‏ يا ابن الزرقاء، لو أعلم أنك حي أجزت عليك، فحقدها عليه عبد الملك، فلما استخلف عبد الملك أتى به، فقال أبو سعيد‏:‏ احفظ فيّ وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال عبد الملك بن مروان‏:‏ وما ذاك‏؟‏ فقال‏:‏ ‏"‏احفظوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم‏"‏‏.‏ وكان أبو سعيد زوج أسماء بنت يزيد بن السكن بن عمرو بن حرام‏.‏

رواه الطبراني، ورجاله ثقات‏.‏

16503- وعن عبد الله بن عمرو قال‏:‏ كتب أبو بكر إلى عمرو بن العاص‏:‏ أما بعد، فقد عرفت وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأنصار عند موته‏:‏ ‏"‏اقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم‏"‏‏.‏

رواه البزار وحسن إسناده ورواه الطبراني، ورجاله وثقوا وفيهم خلاف‏.‏

16504- وعن ابن عباس قال‏:‏ أتي النبي صلى الله عليه وسلم فقيل له‏:‏ هذه الأنصار رجالها ونساؤها في المسجد يبكون، قال‏:‏ ‏"‏وما يبكيها‏؟‏‏"‏‏.‏ قال‏:‏ يخافون أن تموت‏.‏ قال‏:‏ فخرج فجلس على منبره متعطف بثوب، طارح طرفيه على منكبيه، عاصب رأِسه بعصابة سخت، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال‏:‏ ‏"‏أما بعد، أيها

الناس، فإن الناس يكثرون وتقل الأنصار حتى يكونوا كالملح في الطعام، فمن ولي شيئاً من أمرهم فليقبل من محسنهم وليتجاوز عن مسيئهم‏"‏‏.‏

قلت‏:‏ هو في الصحيح خلا أوله إلى قوله‏:‏ فخرج فجلس‏.‏

رواه البزار عن ابن كرامة عن ابن موسى ولم أعرف الآن أسماءهما وبقية رجاله رجل الصحيح‏.‏

16505- وعن عائشة قالت‏:‏ فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وصلى بالناس ثم أوصى بالناس خيراً ثم قال‏:‏

‏"‏أما بعد، يا معشر المهاجرين إنكم أصبحتم تزيدون وأصبحت الأنصار لا تزيد على هيئتها التي هي عليها اليوم والأنصار عيبتي التي آويت إليها فأكرموا كريمهم وتجاوزوا عن مسيئهم‏"‏‏.‏

رواه البزار ورجاله رجال الصحيح‏.‏

16506- وعن عباس بن سهل بن سعد أن سهلاً دخل على الحجاج وهو متكئ على يده فقال له‏:‏ إن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الأنصار‏:‏ ‏"‏أحسنوا إلى محسنهم واعفوا عن مسيئهم‏"‏‏.‏ فقال‏:‏ من يشهد لك‏؟‏ قال‏:‏ هذان كنفيك عبد الله بن جعفر وإبراهيم بن محمد بن حاطب، فقالا‏:‏ نعم‏.‏

رواه الطبراني وفيه عبد المهيمن بن عباس بن سهل وهو ضعيف‏.‏

16507- وعن أسيد بن حضير قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏الأنصار كرشي وعيبتي، وإن الناس يكثرون وهم يقلون، فاقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم‏"‏‏.‏

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح‏.‏

16508- وعن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن أبيه - وكان أحد الثلاثة الذين تيب عليهم - أن النبي صلى الله عليه وسلم قام خطيباً فحمد الله وأثنى عليه واستغفر للشهداء الذين قتلوا يوم أحد فقال‏:‏

‏"‏إنكم يا معشر المهاجرين تزيدون والأنصار لا يزيدون، وإن الأنصار عيبتي التي آويت إليها، فأكرموا كريمهم وتجاوزوا عن مسيئهم‏"‏‏.‏

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح‏.‏

16509- وعن عبد الله بن مالك عن أبيه قال‏:‏ آخر خطبة خطبناها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر نحوه باختصار‏.‏

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح‏.‏

16510- وعن محمد ومحمود ابني جابر قالا‏:‏ خرجنا يوم دخل حبيش بن دلجة المدينة بعد الحرة بعام، فدخل المدينة حتى ظهر المنبر، ففزع الناس فخرجنا بجابر في الحرة، وقد ذهب بصره، فنكبه الحجر فقال‏:‏ أخاف الله من أخاف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالها مرتين أو ثلاثاً قبل أن نسأله، فقلنا‏:‏ يا أبتاه، ومن أخاف رسول الله صلى الله عليه وسلم‏؟‏ فقال‏:‏ أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏من أخاف الأنصار فقد أخاف ما بين هذين‏"‏‏.‏

16511- وفي رواية‏:‏ ووضع يديه على جنبيه‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط والبزار وقال‏:‏ ‏"‏من أخاف الأنصار‏"‏‏.‏ ورجال البزار رجال الصحيح غير طالب بن حبيب وهو ثقة‏.‏ وأحمد بنحوه إلا أنه قال‏:‏ ‏"‏من أخاف أهل المدينة‏"‏‏.‏ ورجال أحمد رجال الصحيح‏.‏

16512- وعن عبادة بن الصامت أن معاوية قال لهم‏:‏ يا معشر الأنصار‏!‏ ما لكم لم تلقوني مع إخوانكم من قريش‏؟‏ قال عبادة‏:‏ الحاجة، قال‏:‏ فهلا على النواضح‏؟‏ قال‏:‏ أنضينا يوم بدر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما أجابه فقال‏:‏ قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏إنها ستكون عليكم أثرة بعدي‏"‏‏.‏ قال معاوية‏:‏ فما أمركم‏؟‏ قال‏:‏ أمرنا أن نصبر حتى نلقاه، قال‏:‏ فاصبروا إذاً حتى تلقوه‏.‏

رواه الطبراني وفيه راو لم يسم، وعطاء بن السائب اختلط‏.‏

16513- وعن أنس قال‏:‏ قدم معاوية فأبطأت الأنصار عن تلقيه فلم يصنع بهم شيئاً، فقال أبو أيوب‏:‏ صدق الله ورسوله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ستصيبكم بعدي أثرة، فاصبروا حتى تلقوني‏"‏‏.‏ قال معاوية‏:‏ فاصبروا إذاً، قال أبو أيوب‏:‏ نصبر كما أمرنا، والله لا يضلكها‏.‏

رواه الطبراني وفيه يعقوب بن حميد بن كاسب وهو ضعيف وقد وثق‏.‏

16514- وعن رجل قال‏:‏ قال ذو اليدين‏:‏ يا معشر الأنصار أليس أمركم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تصبروا حتى تلقوه‏؟‏

رواه الطبراني وتابعيه لم يسم، وبقية رجاله رجال الصحيح‏.‏

قلت‏:‏ وقد تقدم حديث أبي قتادة في هذا الباب‏.‏

16515- وعن الحارث بن زياد الساعدي الأنصاري أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم يوم الخندق وهو يبايع الناس على الهجرة فقال‏:‏ يا رسول الله بايع هذا فقال‏:‏ ‏"‏ومن هذا‏؟‏‏"‏‏.‏ قال‏:‏ هذا ابن عمي حوط بن يزيد - أو يزيد بن حوط - ‏.‏ قال‏:‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏لا أبايعكم، إن الناس يهاجرون إليكم، ولا يهاجرون إليهم، والذي نفسي بيده لا يحب رجل الأنصار حتى يلقى الله تبارك وتعالى إلا

لقي الله تبارك وتعالى وهو يحبه، ولا يبغض رجل الأنصار حتى يلقى الله تبارك وتعالى إلا لقي الله تبارك وتعالى وهو يبغضه‏"‏‏.‏

رواه أحمد والطبراني بأسانيد، ورجال بعضها رجال الصحيح غير محمد بن عمرو وهو حسن الحديث‏.‏

16516- وعن أبي أسيد الساعدي أن الناس جاءوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم لحفر الخندق يبايعونه على الهجرة فلما فرغ قال‏:‏ ‏"‏يا معشر الأنصار‏!‏ لا تبايعون على الهجرة إنما يهاجر الناس إليكم، من لقي الله وهو يحب الأنصار لقي الله وهو يحبه، ومن لقي الله وهو يبغض الأنصار لقي الله وهو يبغضه‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه عبد الحميد بن سهيل ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات‏.‏

16517- وعن زيد بن ثابت أنه كان جالساً في نفر من الأنصار، فخرج عليهم معاوية فسألهم عن حديثهم فقالوا‏:‏ لنا في حديث الأنصار، فقال معاوية ألا أزيدكم حديثاً سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم‏؟‏ قالوا‏:‏ بلى يا أمير المؤمنين، قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏من أحب الأنصار أحبه الله، ومن أبغض الأنصار أبغضه‏"‏‏.‏

رواه أحمد وأبو يعلى قال‏:‏ مثله، والطبراني في الكبير والأوسط، ورجال أحمد رجال الصحيح‏.‏

16518- وعن معاوية بن أبي سفيان قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏من أحب الأنصار فبحبي أحبهم، ومن أبغض الأنصار فببغضي أبغضهم‏"‏‏.‏

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير النعمان بن مرة وهو ثقة‏.‏

16519- وعن أبي هريرة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏من أحب الأنصار أحبه الله ومن أبغض الأنصار أبغضه الله‏"‏‏.‏

رواه أبو يعلى وإسناده جيد، ورواه البزار وفيه محمد بن عمرو وهو حسن الحديث، وبقية رجاله رجال الصحيح‏.‏

16520- وعن أبي هريرة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏من أحب الأنصار فبحبي أحبهم ومن أبغض الأنصار فببغضي أبغضهم‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصححيح غير أحمد بن حاتم وهو ثقة‏.‏

16521- وعن أبي هريرة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏إن الأنصار عيبتي التي آويت إليها، فاقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم، فإنهم قد أدوا الذي عليهم وبقي الذي لهم‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح‏.‏

16522- وعن أنس بن مالك قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏حب الأنصار آية كل مؤمن ومنافق، فمن أحب الأنصار فبحبي أحبهم، ومن أبغض الأنصار فببغضي أبغضهم‏"‏‏.‏

قلت‏:‏ هو في الصحيح باختصار‏.‏

رواه أبو يعلى وفيه كريد بن رواحة وهو ضعيف‏.‏

16523- وعن رباح بن عبد الرحمن بن حويطب قال‏:‏ حدثتني جدتي أنها سمعت أباها سعيد بن زيد يقول‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏لا صلاة لمن لا وضوء له، ولا وضوء لمن لم يذكر اسم الله تعالى ‏[‏عليه‏]‏، ولا يؤمن بالله من لا يؤمن بي، ولا يؤمن بي من لا يحب الأنصار‏"‏‏.‏

قلت‏:‏ رواه أبو داود وابن ماجة خالياً عن ذكر الأنصار‏.‏

رواه أحمد وفيه أبو ثفال المري وهو ضعيف‏.‏

16524- وعن رباح بن عبد الرحمن بن حويطب عن جدته قالت‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏لم يؤمن بالله من لم يؤمن بي، ولم يؤمن بي من لا يحب الأنصار‏"‏‏.‏

رواه عبد الله بن أحمد، وترجم لهذه المرأة، فلعلها سمعته من النبي صلى الله عليه وسلم ومن أبيها فروته مرة هكذا ومرة هكذا والله أعلم، وفي إسناده أبو ثفال أيضاً وهو ضعيف‏.‏

16525- وعن سهل بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏استحدثوا الإسلام بحب الأنصار، فإنه لا يحبهم إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه عبد المهيمن بن عباس وهو ضعيف‏.‏

16526- وعن جابر قال‏:‏ كانت الأنصار إذا جزوا نخلهم قسم الرجل تمره إلى قسمين‏:‏ أحدهما أقل من الآخر، ثم يجعلون السعف مع أقلهما، ثم يخيرون المسلمين فيأخذون أكثرهما ويأخذ الأنصار أقلهما من أجل السعف، حتى فتحت خيبر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏قد

وفيتم لنا بالذي كان عليكم، فإن شئتم أن تطيب أنفسكم بنصيبكم من خيبر ويطيب ثماركم فعلتم‏"‏‏.‏ قالوا‏:‏ إنه قد كان لك علينا شروط ولنا عليك شرط بأن الجنة لنا، فقد فعلنا الذي سألتنا على أن لنا شرطنا، قال‏:‏ ‏"‏فذاكم لكم‏"‏‏.‏

رواه البزار من طريقين، وفيهما مجالد وفيه خلاف، وبقية رجال إحداهما رجال الصحيح‏.‏

16527- وعن عائشة قالت‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏ما يضر امرأة نزلت بين بيتين من الأنصار أو نزلت بين أبويها‏"‏‏.‏

رواه أحمد والبزار ورجالهما رجال الصحيح‏.‏

16528- وعن أنس بن مالك قال‏:‏ شق على الأنصار النواضح، فاجتمعوا عند النبي صلى الله عليه وسلم يسألونه أن يكري لهم نهراً سيحاً، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏مرحباً بالأنصار، مرحباً بالأنصار، والله لا تسألوني اليوم شيئاً إلا أعطيتكموه، ولا أسأل الله لكم شيئاً إلا أعطانيه‏"‏‏.‏

فقال بعضهم لبعض‏:‏ اغتنموها وسلوه المغفرة، قالوا‏:‏ يا رسول الله ادع لنا بالمغفرة، فقال‏:‏ ‏"‏اللهم اغفر للأنصار ولأبناء الأنصار ولأبناء أبناء الأنصار‏"‏‏.‏

16529- وفي رواية‏:‏ ‏"‏ولأزواج الأنصار‏"‏‏.‏

رواه أحمد والبزار بنحوه وقال‏:‏ ‏"‏مرحباً بالأنصار‏"‏ - ثلاثاً - ‏.‏

والطبراني في الأوسط والصغير والكبير بنحوه وقال‏:‏ ‏"‏وللكنائن‏"‏‏.‏ وأحد أسانيد أحمد رجاله رجال الصحيح‏.‏

16530- وعن رفاعة بن رافع قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏اللهم اغفر للأنصار ولذراري الأنصار ولذراري ذراريهم وجيرانهم‏"‏‏.‏

رواه البزار والطبراني ورجالهما رجال الصحيح غير هشام بن هارون وهو ثقة‏.‏

16531- وعن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏اللهم اغفر للأنصار ولأبناء الأنصار ولأبناء أبناء الأنصار ولأزواجهم وذراريهم‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات وفي بعضهم خلاف‏.‏

16532- وعن خزيمة بن ثابت قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏اللهم اغفر للأنصار ولأبناء الأنصار ولأبناء أبناء الأنصار‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه صالح بن محمد بن زائدة وهو ضعيف‏.‏

16533- وعن عوف الأنصاري الأشهلي قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏اللهم اغفر للأنصار ولأبناء الأنصار ‏[‏ولأبناء أبناء الأنصار‏]‏ ولموالي الأنصار‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم‏.‏

16534- وعن عثمان قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏الإيمان يمان ‏[‏وردء‏]‏ الإيمان في قحطان، والقسوة في ولد عدنان، حمير رأس العرب ونابها، ومذحج هامتها وعصمتها، والأزد كاهلها وجمجمتها، وهمدان غاربها وذروتها، اللهم أعز الأنصار الذين أقام الله الدين بهم الذين آووني ونصروني وجموني وهم أصحابي في الدنيا وشيعتي في الآخرة وأول من يدخل الجنة من أمتي‏"‏‏.‏

رواه البزار وإسناده حسن‏.‏

16535- وعن أنس قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي طلحة‏:‏

‏"‏أقرئ قومك السلام وأخبرهم أنهم ما علمتهم أعفة صبر‏"‏‏.‏

رواه البزار وفيه محمد بن ثابت البناني وهو ضعيف‏.‏

16536- وعن ابن عباس قال‏:‏ عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً من الأنصار، فلما دنا من منزله سمعه يتكلم في الداخل، فلما استأذن عليه دخل، فلم ير أحداً، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏سمعتك تكلم غيرك‏"‏‏.‏ فقال‏:‏ يا رسول الله لو دخلت الداخل اغتماماً من كلام الناس مما بي من الحمى، فدخل علي رجل ما رأيت رجلاً قط بعدك أكرم مجلساً ولا أحسن حديثاً منه‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏ذاك جبريل، وإن منكم لرجالاً لو أن أحدهم أقسم على الله لأبره‏"‏‏.‏

رواه البزار والطبراني في الكبير والأوسط وأسانيدهم حسنة‏.‏

16537- وعن أنس قال‏:‏ افتخر الحيان الأوس والخزرج، فقالت الأوس‏:‏ منا غسيل الملائكة حنظلة بن الراهب، ومنا من اهتز له عرش الرحمن سعد بن معاذ، ومنا من حمته الدبر عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح، ومنا من أجيزت شهادته بشهادة رجلين خزيمة بن ثابت‏.‏

وقال الخزرجيون‏:‏ منا أربعة جمعوا القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يجمعه غيرهم‏:‏ زيد بن ثابت وأبو زيد وأبي بن كعب ومعاذ بن جبل‏.‏

قلت‏:‏ في الصحيح منه‏:‏ الذين جمعوا القرآن‏.‏ فقط‏.‏

رواه أبو يعلى والبزار والطبراني ورجالهم رجال الصحيح‏.‏

16538- وعن داود بن أبي هند وإسماعيل بن أبي خالد وزكريا بن أبي زائدة‏:‏ جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ستة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم من الأنصار‏:‏ أبي بن كعب ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت وأبو زيد وسعد بن عبيد‏.‏

رواه الطبراني وهو منقطع الإسناد ولم يعد غير خمسة من الستة‏.‏

16539- وعن سعد بن عبيد قال مثله‏.‏

رواه الطبراني عقب هذا وفي إسناده يحيى بن عبد الحميد الحماني وهو ضعيف‏.‏

16540- وعن سهل بن سعد أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أقبل من تبوك وكان على الثنية قال‏:‏ ‏"‏الله أكبر‏"‏‏.‏ فلما نظر إلى

أحد قال‏:‏ ‏"‏هذا جبل يحبنا ونحبه‏"‏‏.‏ ثم التفت فقال‏:‏ ‏"‏هل تحبون أن أخبركم بدور الأنصار‏؟‏‏"‏‏.‏ قالوا‏:‏ بلى يا رسول الله‏!‏ قال‏:‏ ‏"‏إن خير دور الأنصار عبد الأشهل، ثم دار الحارث بن الخزرج ‏[‏ثم دار بني النجار‏]‏ ثم دار بني ساعدة‏"‏‏.‏ فقال سعد‏:‏ يا رسول الله جعلتنا آخر القبائل، قال‏:‏ ‏"‏إذا كنت من الخيار فحسبك‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه عبد المهيمن بن عباس وهو ضعيف‏.‏

16541- وعن أنس قال‏:‏ مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على جوار من بني النجار وهن يضربن بالدف ويقلن‏:‏

نحن جوار من بني النجار * يا حبذا محمد من جار

فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏اللهم بارك فيهن‏"‏‏.‏

رواه أبو يعلى من طريق رشيد عن ثابت، ورشيد هذا قال الذهبي‏:‏ مجهول‏.‏